الحاج والكبّوط ..
قبل حوالي اربعة أعوام كنت في احد محلات الملابس وكان يملكه صديق لي عندما دخل رجل كبير في السن ويلبس لباسا متواضعا جدا ( سورية وسروال عربيات وعليهم تجيبوطي ) وفي ذلك اليوم كان الجو باردا جدا ، طلب هذا السيد من البائع أن ينزل له بالطو ليراه ربما اعجبه فيشتريه ولكن البائع لم يلق له بالا ولا اهتماما وانشغل بغيره من الزبائن تكرر طلب السيد فقال له البائع ( خود من الكبابيط هادو ياحاج ) واشار الى عرمة من البالطوات امامه وكان المحل مزدحما واصر السيد على طلبه للبالطو المعلق أعلى ، عندها قال البائع وبصوت مرتفع لا يخلو من التهكم ( هذا غالي عليك يا حاج هذا طلياني ) التفت بعض الزبائن ليقارنوا ما بين هذا السيد وطلبه ، عندها احس هذا السيد بالإهانة فما كان منه إلا أن جذب البالطو الأول والثااني والثالث والرابع ولم يبقَ من البالطوات الإيطالية شيء وكدسهم أمام البائع قائلا ( مازال عندك غيرهم ؟ ) واضاف ( قداش حق هالشلاتيت ) فأجاب البائع وهو في حال من الذهول 800 دينار ياحاج ،فأخرج السيد ربطة بها ألف دينار وضرب بها الطاولة التي يقف وراءها البائع وقال له ( عِد اللّي يسدك ورد الباقي ومرة ثانية ماعادش تتهزا على الناس ) فتأسف البائع وطلب السماح من السيد فرد عليه السيد ومازال في نبرته بعض من الالم من هذه الإهانة قائلا ( والله ياولدي غير الكار مش كاري ومانفهمش في البيع والشري وكان هاذا تو نشري منك المحل باللي فيه ) وأخذ البالطوات وخرج يضرب الأرض بأقدامه غيظا ويهز رأسه يمنة ويسرة وسط دهشة الجميع ، فعلقت أنا بما أني أعرف صاحب المحل واحب دائما ان اعلق كحالي في المنتدى ( سمعته شن قال ..باللي فيه ..معناها حتى احني من ضمن البيعة ..ومرة ثانية اتعلّم هادي المرة مشت على خير )