أحيانا يضيق بيّ الحال من هول التفكير في المستقبل وما ستئول إليه أحوال هذه الأمة , بعد ربيعها الذي صاف إثر رياح القبلي التي لم تتوقف لحظة ...... ساقتني أقداري وأنا أفتش عن محطة فضائية محايدة , أو فن ملتزم يجنح بيّ الى ركن أنسى فيه كافة هموم السياسة ...... توقفت بُرهة عند حدود وطني الكبير , وكانت المحطة الأخيرة لي ( الوطنية التونسية ) ....... البرنامج اسمه : لمن يجرؤ !!!! قلت الحمد لله أنني سأتعلّم الجرأة إن لم أستفد من المادة المقدمة للمشاهد ....... لحظات حتى استضاف مذيع ومقدم الحلقة صحفي اسمه : المشوش تعيس ( الصافي سعيد ) ...... للأسف الشديد خلال متابعتي للحوار , أكتشفت أن السيد اللامحترم يُعد من كبار أعمدة الصحافة في تونس وله مقالات وكتب , وآراء وأنها( أقرب الى الدروشة ) منها الى الواقع ....... المهم أنه من أتباع المقبور ومن المأجورين والمرتزقة وأنه تحسر كثيرا على موت القذافي وصدام لأن مشاريعه في تونس توقفت , وعقاراته ...... وعندما سأله المذيع من أين لك هذا ؟؟؟؟؟ أجاب : لقد بعت مقال مرفق بصورة لياسر عرفات وهو يتوضأ بملايين الفرنكات !!!!! فمن يدري ربما باع صور لسيده صدام وهو يقوم بنشر ملابسه الداخلية , أو لسيده الآخر القذافي وهو يمارس إحدى هواياته المفضلة والشاذة !!!!!!!!!!
بكل وقاحة , هكذا يتبجح سماسرة الكلمة والمقال ومرتزقة المهنة وعبّاد الدرهم والدينار , وهم يلعقون أحذية أسيادهم من طواغيت هذا العصر , فيبيعون شرف المهنة وربما شرفهم أيضا !!!!!
إلى هذا الحد يصل بنا الشجع , فنكذب وننافق ونصنع خبرا مزيفا لفلان أو علان , أو دعاية لقاتل وسفاح تحت اسم الزعيم ......... فقد تحدث عن محمد سعيد ( اللهاط ) أو القشاط كما يسمي نفسه وربما أخذ اسمه من القشاط الذي يستخدم كحزام للبردعة الذي يركبها سيده المقبور ...... وهذا القشاط هو من زيف وزور تاريخ ليبيا , وفقا لرغبات المقبور سيده , فوصف الشارف باشا الغرياني بالخيانة ..... هذا القشاط ينتظره مصير أسود بعد الثورة لأنه كان يقود جحفل بمنطقة الجميل والعجيلات بعد أن تقلد عدة مناصب من بينها سفير ليبيا في السعودية !!!!!
خلاصة القول : مثل هذا المشوش تعيس , كمثل عبد الدولار عطوان الذي كان يتقاضى خمسة ملايين دولار شهريا من الطاغية في صحيفة القدس العربي وربما مثلها من صدام حسين , وكذلك الهاشمي الحامدي في قناة المأجورة ( المستقلة ) ..... مثل هؤلاء الساقطون في مستنقع العمالة والرشوة , كمثل كلاب الحي التي تنبح على المغادر وترحب بالآتي !!!!!! فقد قرأت يوما مقولة عن الشعراء : ( الشاعر هو الذي يمدح بثمن ويهجو ببلاش ) ..... لكنني اليوم أكتشفت أن بعض من يسمي نفسه صحفيا , هو الذي تنطبق عليه هذه المقولة !!!!!!!!
أخيرا : ترى نحن اليوم في أي عصر ؟؟؟؟؟؟ وهل قُبر الضمير الانساني ؟؟؟؟؟ وكيف تم وأد شرف المهنة ؟؟؟؟؟؟؟ وإلى أين يسوقنا عالم الدينار ؟؟؟؟؟؟؟
نسأل الله السلامة ....... دمتم في غنى وقناعة وحب الوطن والحرية , فهم العزة والكرامة !!!!!!!!
آه نسيت .......... كنت أتمنى أن يسمون هذا البرنامج ( لمن باع نفسه وشرف مهنته ولم يخجل ) !!
بقلمي
من طرف احمد صالح 22.07.20 13:29
